ليست صدفة ! أن يخرج عليك مذيع ؛ ليؤكد لك أن لحم الحمير أو الخيول .. ليس حراما !
أو أن يفتى لك شيخ ؛ بأن لحم الكلاب ليس حراما أو مكروها وأنها طاهرة ؛ وقد أجاز أكلها الامام مالك ! (مع أن جزءا من المالكية حرموه وآخرين قالوا بكراهته ، والإمام مالك قال بطهارة الكلب وليس كل طاهر يحل أكله)
أو أن يصدق على ذلك عالم من المعهد القومى للتغذية ! وذلك لحبك الخطة غير المتفق عليها مجازا وبصورة علمية .. فيكون عندك رأى الدين الذى يدعمه الإعلام والعلماء فى سلة واحدة !
والغريب أن البعض أراد أن يجوِّد .. فقال لك إن أكل لحوم الخيول كان معتادا في الجزيرة العربية ؛ وفي معرض التدليل على الكرم؛ قال لك : إن حاتم الطائي ذبح فرسه إكراما لضيفه ، وصار مثلا يضرب فى الكرم !
والخوف .. أن تكون مثل تلك الادعاءات ؛ والتى ليست فى وقتها بالمرة مع ارتفاع جنونى في أسعار اللحوم البلدية أو المجمدة، أو الدواجن محلية أو برازيلية، أو حتى الاسماك .. مبررا للتجار بيعها نهارا جهارا ؛ وعلى رؤوس الأشهاد.
وإذا اعترضت أو قلت ذلك حرام أو لا يجوز؛ أشار إليك أحدهم بفتوى الشيخ وبإجازة الإمام مالك ؛ وبتصريحات الإعلاميين فى وجهك : اعترض بقى ؟!
والأخطر .. أن يفتح ذلك الباب للحوم أخرى ليست أقل طهارة فى عرفهم مثل : لحوم القطط أو السلاحف أو الثعابين أو الضفادع ؛ ولم لا ؟ وهناك شعوب تتناولها مثل الصينيين أو الكوريين أو الفرنسيين .
ولم لا ؟
وأنت تصدر من تلك اللحوم (مثلا لحوم الضفادع) حية او مجمدة !
ويحدث ذلك أو يمهد له .. فى زمن اختلط فيه كل شىء فى مصر؛ على طريقة الحابل بالنابل . وصار الحرام حلالا والخطأ صوابا . ومن يعترض، فهو ضد التجديد وضرورات العصر ؛ ولا يشعر بما يشعر به الآخرون من أزمة اقتصادية وتأثيرات الحرب الروسية ؛ التى أكلت الأخضر واليابس ؟! وصارت شماعة .. يعلقون عليها فشلهم المتكرر !
----------------------------
بقلم : خالد حمزة